في يوم السبت ذهبنا إلى قصر الحصن في وسط المدينة، قرب مركز التجارة العالمي. قصر الحصن هو مكان تاريخي مشهور في الإمارات العربية المتحدة وفي مدينة أبوظبي، خصوصاً لأنه أقدم بناية في المدينة. 

في الماضي، كان قصر الحصن بناية للدفاع وقد سكن فيه الشيخ شخبوط بن ذياب آل نهيان. ولكن الآن هو متحف تاريخي في أبوظبي. بداية الموسم الجديد للمتحف كانت جميلة جداً، خصوصاً قسم مفروشات القبائل الاماراتية القديمة. وفي رأيي، أفضل قسم في المتحف هو الذي يتحدث عن كيف طور الشيخ زايد البلاد، فمثلا تقدمت مهنة التدوين.

 في نهاية المتحف هناك بناية تتحدث عن الحياة في القصر وفي مدينة أبوظبي. بالنسبة لي أفضل ما عشته  في قصر الحصن هو التجربة التقليدية والثقافية، فقد رأيت هناك مجموعة رجال يرقصون الرقص التقليدي الإماراتي وبجانبهم صقور جميلة وتمور.  


قصر الحصن 

في منتصف نهار مشمس في مدينة الشارقة، ذهب سعيد لزيارة صديقه خالد كالعادة، حيث يجتمع الأصدقاء حول مائدة صغيرة لتبادل أطراف الحديث وآخر الأخبار.

بينما كان سعيد وخالد يستمتعان بالطعام والحديث، سأل سعيد خالد ما إذا كان يرغب في القيام برحلة برية مع بعض الأصدقاء الآخرين إلى المنطقة الغربية في الدولة، وبالتحديد منطقة ليوا واكتشاف أسرار صحرائها. أعجب خالد بالفكرة وقرر سعيد وخالد الاتصال بأصدقائهما المقربين وسؤالهم إذا كانوا يريدون الانضمام إليهم.

بعد يومين، اجتمع ستة أصدقاء في مركزٍ تجاريٍ وجلسوا يتناقشون في تفاصيل الرحلة والمعدات الأساسية التي يجب حملها. ترأس الاجتماع سعيد وخالد بينما انضم إليهم علي وجاسم وأحمد وراشد. قرر الفريق الانطلاق مساء الخميس من الشارقة والمبيت في أبوظبي ومن ثم الانطلاق في الصباح الباكر من أبوظبي إلى منطقة ليوا حيث الكثبان الرملية الكثيفة والصحراء الشاسعة.

في ليلة الانطلاق ودّع الشباب عائلاتهم ووعدوهم بصور جميلة للشروق والغروب. خرج الأصدقاء في ثلاث مجموعات، كل اثنين في سيارة واحدة مع تقسيم المعدات والأدوات في صناديق السيارات الثلاث. بعد وصولهم إلى أبوظبي، استقبلهم صديق قديم يدعى سالم، واستضافهم في بيته لليلةٍ واحدة قبل بدء مغامرتهم. في اليوم التالي، تأكد الجميع من وجود كل المستلزمات الأساسية وقاموا بتعبئة سياراتهم بالوقود. كما تأكدوا من صلاحية العجلات وشدة قوتها لمكافحة الكثبان الرملية. بعد أن تأكدوا من أن كل شيء جاهز كما خططوا له، انطلقوا بهمة عالية ووجوه بشوشة نحو ليوا. 

بعد قيادة أربع ساعات، وصل الشباب إلى منطقة ليوا وبدأوا القيادة على الرمل وبين الكثبان الرملية حتى غاصوا في أعماق الصحراء الواسعة. وبعد فترة من البحث عن مكان مناسب للتخييم، نزل سعيد من سيارته ليصعد بقدميه إلى أعلى بقعة حتى يتمكن من رؤية المحيط الصحراوي حوله. تعجب من جمال المنظر وأخبر أصحابه عن بقعة مناسبة للتخييم، فواصل الشباب القيادة حتى وصلوا وبدأوا بنصب الخيم. حين كان البعض ينصب خيمهم، قرر علي القيام بجولة حول المكان. نصحه خالد بأن يرافقه شخص آخر، لكن علي استسهل الموضوع وأخبره بأنه لا داعي بأن يعطل عملهم لأنه سيقوم بالقيادة حول منطقة التخييم وحسب.

ركب علي سيارته وبدأ بالقيادة وكان يستمتع بها جداً. واصل القيادة لفترة وجيزة حتى جرفته متعته بعيداً عن أصدقائه حتى ما عاد قادراً على رؤيتهم. شعر علي بأنه قد ارتكب غلطة فما عاد يعرف طريق العودة لمكان أصحابه. بقي يقود بالسيارة هنا وهناك ومن مرتفع لآخر لكنه لم يستطع أن يجد أثراً سوى آثار السيارة التي يقودها. خلال ذلك الوقت كان يشعر خالد بالقلق على علي فقد كانت الشمس على وشك الغروب وعلي ليس في الجوار.

حاول علي جاهداً أن يجد الطريق إلى المخيم، لكنه كان يبتعد أكثر فأكثر حتى غاصت العجلات الخلفية في رمل كثيف. شعر علي بالخيبة وهو يحاول الاتصال بأحد أصدقائه لكن خط هاتفه كان منقطع. حاول مرارًا إخراج عجلات السيارة من الرمل الكثيف، لكن محاولاته باءت بالفشل حيث كانت العجلات تغوص في الرمل كلما حاول علي إخراجها. 

بعد فترة قصيرة، لمح علي ضوءاً صغيراً من بعيد. في نفس الوقت، كان خالد قد اتصل بالنجدة ليخبرهم عن ضياع صديقهم علي في منتصف صحراء ليوا. 

قرر علي أن يتبع مصدر الضوء الذي رآه ويمضي في طريق مجهول، مشى على الكثبان الرملية، فتارةً يرى الضوء يقترب منه وتارةً يفقد مصدره. لكنه تابع المشي بشكل مستقيم على قدر ما كان يستطيع فالكثبان الرملية تخدع الذهن وتصنع الكثير من التحديات. لم يستسلم علي فمضى ماشياً حتى اقترب من مصدر الضوء ليسمع ضحكات وصدى أناس يتحدثون. فاقترب منهم ليجد مجموعة من الشباب كانوا على معرفة جيدة بالمكان ومحيطه. استقبله الشباب ووعدوه بمساعدته في صباح اليوم التالي. شكر علي الشباب حيث أكرموه وقدموا له الطعام والشراب ومكان ليستريح فيه بعد عناء يوم طويل.

وفي الصباح، استيقظ علي والشباب بكل نشاط وهمة. وبعد الفطور، ركبوا سياراتهم وأحضروا معهم المعدات اللازمة لإخراج سيارة علي من الرمل الكثيف. بدأوا بالعمل معاً على إخراج السيارة، خلال ذلك الوقت لمح أحدهم طائرة مروحية تحلق في سماء الصحراء الواسعة. لقد كانت طائرة الإنقاذ التي اتصل بها خالد ليبحثوا عن صديقهم الضائع. استطاع الشباب بعزمهم إخراج سيارة علي وقاموا بالإصلاحات اللازمة. ومن حسن حظهم أن المروحية قد وصلت حينها، فتعاون طاقم الطائرة مع الشباب وأوصلوهم إلى المخيم بكل سهولة ومن دون تضييع وقت في محاولة معرفة المكان عن طريق البر. لكن في وسط محاولة الطائرة المروحية رصد مكان المخيم، حصل ما لم يكن بالحسبان. فجأة مرت زوبعة من الرمل وشتتت تركيز الطائرة عن مسارها، فسارت يميناً ويساراً محاولة الخروج من تلك الزوبعة. حينها كان الشباب يواجهون نفس المشكلة حيث أنهم لم يستطيعوا رؤية الطريق أمامهم بوضوح.

كان علي يدعوا ربه راجياً ألا تصاب الطائرة بأي خلل، فهي أملهم الوحيد في الوصول إلى مخيم خالد وبقية الأصدقاء. بعد فترة وجيزة، اختفت الزوبعة واستطاع علي أن يرى الطريق الصحراوي أمامه بكل وضوح. حدق في السماء ليجد أن الطائرة المروحية قد اختفت. شعر علي بخيبة وبالخوف على طاقم الإنقاذ. لكن بعد مهلة قصيرة لمحها من بعيد. لقد استطاعت المروحية أن تبعد نفسها عن الزوبعة الرملية إلى أن هدأ الجو وعادت السماء الزرقاء صافية كما كانت.

وعندما وصل علي إلى أصحابه، شعر بفرحة شديدة كما شعر أصدقاؤه بسعادة لرؤيتهم علي بأفضل حال وأحسن صورة. اعتذر علي لأصدقائه عما تسببه لهم من قلق وضياع للوقت وصرح بأنه قد تعلم درساً وأنه لن يكرر هذه الغلطة مرة أخرى. شكر أصدقاء علي الشباب الذين استضافوه على مساعدتهم له وعبروا عن خالص الامتنان لهم. دعا خالد الجميع لمشاركة الغداء فجلسوا يتبادلون أطراف الحديث والخبرات. تعلم خالد وأصدقاؤه الكثير من مغامرات الشباب وعن رحلاتهم الدائمة إلى ليوا وضواحيها، كما سمعوا قصصاً ممتعة عن تجاربهم في البر وعلى الكثبان الرملية.

إن صحراء الإمارات كنز ورمالها ذهب يعتز به شعبها.


رحلة صحراوية

كان يا مكان في إحدى المنازل، يعيش سعيد مع والديه أحلى أيامه. كان يذهب سعيد يومياً إلى المدرسة ويستمتع هناك بالرغم من أن زملاءه لم يحبوه لأنه لم يكن غنياً مثلهم.

كان سعيد يشعر بالتعب يومياً فكلام الطلاب كان قاسياً على قلبه، لكنه كان يحتمل ولا يخبر والديه بشيء. وفي يوم من الأيام ذهب سعيد إلى المدرسة لكنه أحس بألمٍ شديد في رأسه فأخبر المعلم وانصرف ذاهباً إلى المنزل. ظل سعيد يتألم بشدة إلى أن خافت أمه وقررت أن تأخذه للمستشفى ليتلقى الفحوصات اللازمة والعلاج. لكن هنا الصدمة، سعيد الآن يعتبر من إحدى المصابين بمرض السرطان الخبيث المتقدم في مراحله. كانت الصدمة كبيرة على أم سعيد وأبو سعيد، فهم لم يتوقعوا بأنه سيأتي يوماً يعاني فيه ابنهم الوحيد من هذا المرض الخبيث. لكن سعيد كان محباً للدراسة، فأتاحت له المدرسة الفرصة بأن يتابع دروسه عن بعد. لم يحتمل سعيد سخرية الطلاب عليه، ووصفه بأنه أصلع والكثير والكثير من الإشاعات كانت تتداول يومياً عن سعيد في المدرسة. إلى أن أتى ذلك اليوم السعيد حين أكمل سعيد جلسات العلاج ويبدو الآن في أتم الصحة والعافية. انصدم زملاؤه في المدرسة فقد ورد إليهم في إحدى الأيام أنه على وشك أن يرحل عن دنيانا. قرر سعيد مقاطعة المدرسة لأنه يعلم أنهم سوف يسخرون منه، لكن حدث العكس فقد أتى زملاء سعيد إلى بيته ليعتذروا ويتأسفوا منه.

عرف زملاء سعيد أن السعادة الحقيقة ليست فقط في المال والغنى بل في الصحة والعافية. تأكد سعيد أن بالإصرار والتحدي سيتغلب على كل التحديات والصعوبات وسوف يصل إلى طموحه وأهدافه. من بعد تلك اللحظة عاش سعيدٌ سعيد طوال حياته.


آمال بعد آلام

حضرت الاحتفال باليوم الوطني للإمارات العربية المتحدة، وهي أهم فعالية وطنية في السنة وكذلك احتفالي المفضل. احتفل الناس أمام مركز الجامعة تحت أشجار النخيل وغنى بعض الطلاب النشيد الوطني الجميل جداً و أنا سعيدة لأنني تعلمته: "بلادي، بلادي، حماك الإله شرور الزمان."

احتفلنا برقصة العيالة و بتناول الأطباق الإماراتية التقليدية. "العيالة" هي رقصة تقليدية مشهورة. أخبرنا المتحدث في الحفل أن الرقص يُمارس في شمال غرب عُمان و في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة. تعلمت أن العيالة تمزج الشعر والموسيقى والرقص وكأنها ملحمة. كما تضمن الحفل لعبة "التواقة" مع أسئلة حول تاريخ وثقافة البلد. بالإضافة إلى الرقص و اللعب كان هناك طعام إماراتي لذيذ مثل اللقيمات وشاي الهيل والقهوة العربية.

استمتعت بأداء العود و اللوحة الفنية الإماراتية. في الحقيقة، من الصعب أن تُرسم ولكنها جميلة جداً، لقد أعجبت باللوحة حيث أنني مهتمة بالفنون و أتمنى أن أصبح فنانة بارعة يومًا ما. الجزء المفضل لي عندما رسمت امرأة إماراتية الحناء على يدي. بصراحة أنا أحببت الاحتفال باليوم الوطني وأنا ممتنة لأنني أعيش وأدرس في الإمارات!


احتفالية اليوم الوطني

شاهدت الفيلم "عمر" مع أختي و في رأيي هذا الفيلم كان من أفضل الأفلام التي شاهدتها و ذات معنى عميق. الحبكة تدور حول شاب يُدعى عمر من فلسطين الذي يعمل خبازاً. أَحَبَّ عمر فتاة تُدعى نادية و كانت تعيش في الضفة الغربية فكانت زيارته لها خطيرة. بالإضافة إلى ذلك كان عمر و صديقه أمجد يتوقان للحرية في ظل قبضة الاحتلال. ذات ليلة قتل أمجد جندي إسرائيلي وطاردت الشرطة عمر في الشوارع على الرغم من أنه لم يقتل الجندي، فألقت القبض عليه. في السجن، التقى عمر الشرطي رامي الذي جعله يعترف، بعد ذلك عذبته الشرطة. بعد عدة أسابيع عرض رجال الشرطة على عمر الإفراج عنه بشرط  أن يخبرهم عن مكان صديقه. كان عمر حزيناً وخائفاً لأنه رفض تزويدهم بمعلومات عن مكان صديقه لكنه أراد الحرية و الزواج من نادية. كان وضعه صعباً لأنه كان مُخيرًا بين الحرية بمعية حب حياته و الوفاء لصديقه. كانت نهاية الفيلم حزينة و أهم رسالة في الفيلم هي أن الثقة و الصداقة تختبر عندما يحلم المرء بالحرية.

الحب والحرية: الفيلم "عمر"

يتحدث هذا الفيلم الوثائقي عن الجهاد والتدريب الإرهابي في سوريا. مدير الفيلم اسمه طلال ديركي وهو كردي سوري عاش مع عائلة من الجهاديين في سوريا لمدة عامين ونصف. طوال هذه المدة، تظاهر بأنه واحد منهم للحصول على ثقتهم والتعرف على حياتهم لفيلمه.

تحدث هذه القصة الحقيقية في قرية قريبة من منطقة الحرب الأهلية السورية.
 في البداية، تعرفنا على الأب أبو أسامة وأبنانه. الابن الأكبر هو أسامة ويتم إرساله إلى معسكر تدريب عسكري لتعلم القتال. الابن الأصغر اسمه أيمن الذي لا يعمل بشكل جيد في المعسكر و يترك أخاه ويعود إلى المدرسة. ثم يتحدث الفيلم عن الصعوبات في حياتهم والخطر المستمر الذي يعيشون فيه والخيارات الصعبة التي يتخذونها كل يوم. يناقش الفيلم أيضًا حقائق الإيديولوجيات المتطرفة وكيف يتم نقلها من جيل إلى آخر. يحدث هذا في جميع الأوقات تقريبًا بين الرجال. كان الفيلم بدون نساء تمامًا لأن قصصهم أكثر خصوصية.

 خلال مشاهدة الفيلم، كان من الصعب علي مشاهدته وشعرت بالحزن والغضب من حقائق الحياة والحرب في تلك المنطقة من العالم وغيرها من المناطق العربية وغير العربية أيضاً.


فيلم "عن الآباء والأبناء"

ها أنا أعدّ نفسي للرحيل عن جامعتي التي لم تكد تبدأ قصة عشقي لها حتى أخذت تُعلِن موعد نهايتها القريب. أجدني في هذه اللحظة عاجزاً عن إدراك مدى تعلّقي بهذا المكان الذي يعمّ فيه الدفء والسعادة التي قد تمنحُك إياها أيضاً  تلك القطط الجميلة التي تشاركنا هذا الحرم الجامعي المنظّم والمتسع باتساع قلوب قاطنيه، فأنا على موعد رحيلٍ اقترب أكثر مما ينبغي، بيد أني ظفرتُ برصيدٍ زاخرٍ من السّعادة سَببُه كل تلك الابتسامات التي اعتدت أن ابدأ بها صباحي الجامعي، بدءاً من ابتسامة ابنتي ذات الخمسة شهور وحتى رجل الأمن ثم طلبتي وزملائي على تعدّد مرجعياتهم الثقافية في الصّف وفي الممرات وعند الأبواب.

سنة أكاديمية كاملة ستُقفل وأعود محمّلا بالحبّ والحنين لأبوظبي الجميلة التي احتضنت باقتدار الشّق الثاني من قلب جامعة نيويورك أبوظبي العريقة، أعودُ محملا ً بالامتنان للشطآن الفسيحة والشتاء الرحيم ولكل الوجوه التي منحتني الطاقة الإيجابية والمحبة، إذ لم أصادف داخل هذا الحرم الجامعي الكبير حتى اللحظة وجهاً عابسًا، لقد شعرت فعلاً بأنني أعيش ضمن أسرة كبيرة، وفي حرم جامعي معدّ لأن يكون ساحة تواصل علمي مستمر لا تتوقف رغم وجود كل سُبل الرّاحة والهدوء.

لقد درّست في الجامعة مساقات اللّغة العربية لطلبةٍ من جنسيات مختلفة؛ من بلغاريا وبولندا وفنلندا وأمريكا...؛ طلبة لم يخفوا حبّهم للغة العربية وللمدينة التي صارت اليومَ موئلاً للثقافة، وداراً تشع المعرفة وتتوشّح بها، ففي داخل الحرم الجامعي تشعر بوجود من يحثّ الطلبة على تعلم العربية وتهجئتها؛ فلا تكاد تجد كلمة انجليزية على أحد الجدران في الجامعة إلا وإلى جوارها ترجمتها بالعربية، كما وتكثر الإعلانات التي تدعو الطلبة للتحدث بالعربية والتفاعل مع أبنائها الطلبة سواء كانوا من دولة الإمارات العربية المتحدة أم من دول عربية شقيقة.

لقد مرّت أيامي في الجامعة سريعةً لكنها حملت معها ذكريات ستبقى في الذاكرة، فلن أنسى وجوه طلبتي وقد علاها الفرح وهي تغني مع ماجدة الرومي أغنيتها الشهيرة "كلمات"، ولن أنسى تجربة طلبتي في تعلم اللّهجة الإماراتية فقد كانوا يلفظون العبارات والكلمات وهم مسحورون ببساطة التركيب وعفوية التعبير الجميل للرمسة الإماراتية، لن أنسى المساءات التي جمعتنا أمام المكتبة وفي الملاعب والقاعات و اللقاءات والأنشطة التي تكاد لا تتوقف ولا تخبو في هذا الصرح الذي لا ينام، فصار شعلةً من نور على خدّ مدينة أبوظبي الشرقي.

مَن ينتمي لأسرة هذه الجامعة يكسب روحاً ستبقى تتعلق بهذا الانسجام الذي يجمع بين حداثة نتسم بها و عراقة وتراث يصرّ أبناؤه -الطلبة الإماراتيين- على الحِفاظ عليه وصَونه، فلا يمكنني تجاوز ثقافة الحرم الجامعي المبنية على التعاون والتقبل والمضي للأمام، فشكرًا طلبتي وشكرًا زملائي في برنامج اللغة العربية على الدعم والمساندة، شكرًا جامعتي التي ستبقى في ذاكرتي كالأم التي لا تنسى أبناءها وإن كبروا وابتعدوا.  


تجربتي في تدريس العربية في أبوظبي

هناك أشخاص يشع شغفهم من خلال عملهم ويصبح هذا العمل جزءًا مهمًا من حياتهم. في هذا اللقاء، تحدثنا مع الأستاذ ناصر إسليم، أستاذ أول للغة العربية بجامعة نيويورك أبوظبي، ليخبرنا عن رحلته في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها وبعض المؤلفات والقصص الظريفة التي مر بها.

لقد شغل الأستاذ إسليم عدة مناصب في الحقل الأكاديمي بولاية نورث كارولاينا منذ عام 2003، نذكر منها: محاضر أول في جامعة تشابل هل ومحاضر في جامعة دوك وكلية ميريدث، وانضم للعمل في جامعة نيويورك أبو ظبي عام 2012. ويعدّ الأستاذ اسليم من الطلائع التي اهتمت بإجراء الدراسات البحثية والمشاركة في الندوات العلمية لمناقشة دمج الثقافة في تدريس العربية من خلال الأمثال والأغاني والتعبيرات الثقافية وغيرها.

للأستاذ ناصر مؤلفات أكاديمية عديدة، مثل: "الأمثال الفلسطينية الشائعة" و"وجهات نظر" و"كتاب العامية الفلسطينية". بالإضافة إلى ذلك، فقط ترك إسليم بصمة في دولة الإمارات بتأليف بعض الكتب مثل "رمسة، كتاب لتدريس العامية والثقافة الإماراتية" و "يلا نرمس" و" الأفلام الإماراتية".

ومن أحد مبادرات الأستاذ ناصر في نشر وعي وثقافة لغتنا العربية هي تأسيس برنامج الانغماس اللغوي للهجة الإماراتية في جامعة نيويورك أبوظبي والذي حصل على شهرة كبيرة بين الطلبة غير العرب بالجامعة. قال إسليم: “بعد البحث والتمحيص، وجدت أنه لا يوجد برنامج للانغماس اللغوي في دولة الإمارات ولا يوجد كتاب يتكلم عن الرمسة الإماراتية وثقافتها كمنهاج يدرّس في المؤسسات الأكاديمية. وكمؤلف في مجال تدريس اللغة العربية وثقافتها أخذت على عاتقي ريادة برنامج يناير المكثف في تدريس العامية والثقافة الإماراتية بمدينة العين عام 2014 وقمت بتأليف منهاج متكامل لهذا الغرض كما قمت بتأليف كتب أخرى تستهدف اللهجة والثقافة الإماراتية”.

سألنا الأستاذ، ما هي المواقف الظريفة التي مرت بك خلال تدريسك؟ فشارك معنا التالي:
"من المواقف الظريفة أن الطلاب في برنامج العين لا يسمح لهم بالحديث بغير العربية وأنهم حين يتواصلون مع أسرهم يستخدمون العربية كلغة خطاب ويقوم الأهالي بالرد بالعربية مستخدمين محرك "جوجل". وأيضا الكثير من الطلاب يحلمون بالعربية ويمزجون اللهجات المختلفة بشكل مضحك خصوصا في بدايات برنامج العين".

وعن أهمية اللغة العربية، يأسرنا الأستاذ بكلمات جميلة تعبر عن جمال اللغة وأهميتها، فهي تحتل أهمية كبيرة عند المسلمين ، خصوصاً أنها لغة القرآن والسنة. ومع انتشار الاسلام والحضارة الاسلامية، زادت أهمية اللغة العربية وتأثرت بها لغات أخرى كالفارسية والتركية والأردية. وتتميز اللغة العربية بقدرتها على التكيف والإبداع في شتى المجالات كالهندسة والفنون والعلوم وغير ذلك الكثير. وتتسم العربية بعراقتها فهي من أقدم اللغات التي ما زالت تتميز بخصائص صرفها وتراكيبها وقواعدها وأدبها. وتحتل العربية المكانة الرابعة من حيث الانتشار، حيث يتكلم نحو 280 مليون شخص العربية. ويسعى الناطقين بغيرها إلى تعلمها لأهداف عدة منها: تعلم العربية يعكس صورة ايجابية عن متعلمها حيث أن المتعلمين غير العرب لهذه اللغة الجميلة قلائل. كما إن هناك أهمية استراتيجية للعالم العربي مما يعطي المتعلم لها فرصا أكبر للحصول على وظيفة مجزية. كما أن تعلم العربية يسهل تعلم لغات أخرى كالفارسية والتركية والأردية.

ولكن، كيف يمكننا أن نسعى للحفاظ عليها في ظل مظاهر العولمة اليوم؟

 يمكن الحفاظ عليها بإنشاء مراكز لتعليمها تحت اشراف مؤهلين أكفاء، والإشراف بشكل قوي على المناهج التربوية لتنشئة جيل يقدر العربية وثقافتها.كما أنه على الجهات الرسمية أن تصدر قوانين تلزم الحفاظ على العربية والاستفادة من وسائل التكنولوجيا والاعلام لنشر العربية. ويجب توظيف العربية في شتى مناحي الحياة من مؤسسات ومدارس وغيرها وتشجيع الناس على استخدامها وتحفيزهم. كما يستوجب الخروج من قالب الحشو في عمل المناهج إلى دائرة الخروج بمناهج مبسطة ومشوقة تشجع الطلاب على دراستها. كما يستلزم توجيه المدرسين والإشراف عليهم من قبل كوادر ذات خبرة لديها العمق الكافي في اللغة واستراتيجية تدريسها والثقافة وعمقها. 

 وأخيرا طلبنا منه توجيه نصيحة لمتعلمي اللغة العربية، فقال: " على المتعلم أن يحاول البحث عن المحفزات أكثر وأكثر، وأن يعيش مع اللغة والثقافة العربية ويبحث دوما عن شركاء قادرين على المساعدة وأن يسعى للتعلم بشكل دائم ويجب على المتعلم أن يتمتع بجرأة تعينه على تنمية مهارة الكلام والاستماع وفهم الثقافة. "

نشكر الأستاذ ناصر على كل ما يقدمه لنا من معرفة وعلم، فقد درس الكثير من الطلبة الأجانب اللغة العربية تحت إرشاده ونهجه، وما زال حتى اليوم يشارك الناس عامة وطلبة الجامعات خصوصا شغفه باللغة العربية ويساعدهم على تعلمها وممارستها. 


الأستاذ ناصر واللغة العربية

اللغة العربية لغة جميلة جداً بسبب عراقتها، تنوع كلماتها، ولهجاتها. هذه اللهجات تساعد متعلمي اللغة على فهم الثقافة العربية بصورة أفضل لأنه يتم إنتاج معظم الأغاني والأفلام باللهجة العامية. لذلك، أنا أفضل دراسة اللهجات العامية ولكني أعتقد أن دراسة الفصحى مهمة للتحدث بطلاقة و لفهم قواعد وتراكيب اللغة. 

كل طلاب اللغة العربية يبدءون دراستهم بالفصحى. في البداية، لم أفهم لماذا أدرس الفصحى رغم أن لا أحد يتحدثها لأن كل متحدثي اللغة العربية يتكلمون باللهجات الدارجة. ولكني الآن، أدركت أن معرفة الفصحى مهمة جداً للكتابة الصحيحة و لفهم التفاصيل الصغيرة في اللغة والأدب. بالإضافة إلى ذلك، معرفة الفصحى مفيدة في القراءة والاستماع إلى الأخبار ومتابعة الأحداث السياسية. 

عندما أتحدث مع أصدقائي العرب أو أشاهد الأفلام العربية، أدرك أنني أفتقر معرفة اللهجات العامية لأنني لا أفهم تقريبًا أي شيء. إضافة إلى ذلك، عندما كنت في الضفة الغربية وسألت عن الاتجاهات، لم يستطع معظم الناس التحدث بالانجليزية أو بالفصحى وذلك جعل هذه التجربة صعبة. ورغم ذلك، أعتقد أن تعلم الفصحى يساعد في تعلم اللهجات العامية. مثلاً، عندما كنت في الأردن لمدة ٥ أيام فقط، تحسنت لهجتي الشامية بسرعة بسبب معرفتي للفصحى. 

على الرغم من أنني أستمتع بتعلم الفصحى، أريد أن أتعلم بعض اللهجات العامية في المستقبل، خصوصًا الشامية أو المصرية أو الخليجية للتعرف على ثقافات هذه المناطق. إن شاء الله في يوم من الأيام سأتحدث العربية؛ الفصحى والعامية، بطلاقة.

الفصحى أم العامية؟

الكثير من الناس يعرفون أنني أدرس في جامعة نيويورك. لكن القليل منهم يعرفون أو يفهمون أنني أدرس في جامعة نيويورك أبوظبي في الإمارات. أحياناً، لدى الناس أفكار غريبة عن المدن و البلدان التي لم يسافروا لها أبداً. فمثلاً ليس هناك ما يُدعى "أبو دبي"، أو صحراء أو جِمال أو صبار في كل مكان. لكن ما يميز المكان وحدة الناس و جمال التراث و التاريخ و الأبراج الشاهقة. 

سُئلت: "لماذا الشرق الأوسط؟" فأجبت: "درست في مدرسة ثانوية في الولايات المتحدة و من ثم اخترت الدراسة في أبوظبي بسبب التنوع الثقافي هنا في الجامعة  و في المدينة، و بسبب حبي لدراسة اللغات والثقافات." الناس في مختلف الدول العربية لديهم حيوات و ثقافات مختلفة على خلاف المعتقدات السائدة.

في جامعتنا، الطلاب يتكلمون أكثر من ١٠٠ لغة. شعرتُ بهذا التنوع عندما درّستُ اللغة الإسبانية لبعض الطلاب. لم أعرف كل الكلمات لجنسياتهم المختلفة و اضطررت لاستخدام القاموس.

الجامعة في جزيرة. في إجازة نهاية الأسبوع، نحن الطلاب دائمًا نذهب إلى مركز مدينة أبوظبي للأكل في المطاعم، أو التشمس على الشاطئ و السباحة في البحر، أو لاكتشاف المزيد عن حياة سكان أبوظبي. و ماذا عن الطقس؟ في فصل الصيف الطقس حار ومشمس. لكن في الشتاء الطقس ألطف، و لكن ليس بارد جداً. لماذا أدرس اللغة العربية؟ كما ذكرت، أحب دراسة اللغات والثقافات المختلفة كثيراً. اللغة العربية لغة جميلة: من الخط إلى الأدب و الشعر.

إذا عرفت لغة شعب، فهمت ثقافته بشكل أفضل.


لماذا الإمارات؟

كنت محظوظًا بالسفر إلى بلاد كثيرة أثناء إجازتي الطويلة. وخلال هذا الفصل الدراسي، زرت بلدين عربيين: عمان وقطر. سافرت إلى عمان وقطر أثناء إجازة الخريف، و قضيت ثلاثة أيام فيهما.

عمان: قررت أن أزور مدينة صلالة لأنني سمعت قصة جميلة عنها من أصدقائي الإماراتيين. قالوا لي أن هناك واحة جميلة موجودة في صلالة و أروني صوراً من خلال الإنستقرام. ولكن عندما زرتها في شهر أكتوبر، توقف المطر وأصبحت الشلالات أصغر. ولكن مع ذلك، استمتعت بإقامتي لأنني استطعت أن أمارس اللغة العربية مع المواطنين الطيبين.    

قطر: من الصعب السفر إلى قطر بسبب انقطاع العلاقة بينها وبين معظم الدول الخليجية. على الرغم من أن السفر ممنوع من أبوظبي، استطعت أن أزورها من مسقط. قابلت صديقي الذي يدرس في جامعة جورجتاون في مدينة التعليم في الدوحة وقد أخذني إلى حديقتهم الجامعية و إلى جامعات أخرى. لم أرى أبداً مجموعة من الجامعات في مكان واحد! كانت هناك ثمان جامعات، و كان من الممتع التحدث مع بعض الطلبة للمقارنة بين تجاربنا الدراسية في الخليج. 

 ولكن التجربة التي لم أُسَرَّ بها كانت زيارة منطقة اسمها " اللؤلؤة (ذا بيرل)"  في شمال المدينة. لم تعجبني كثيراً لأنها مشابهة لمساكن شاطئ جميرا في دبي. البنايات مُصممة على النمط الإيطالي و شعرت بالغرابة بسبب ذلك. استمتعت برحلتي ولكني لم أستشعر الطابع العربي.

السفر في الخليج 

في بداية الفصل الدراسي شاهدت فيلم "صوت البحر" للمخرجة السينمائية الإماراتية نجوم الغانم."صوت البحر" فيلم وثائقي يدور حول سيرة سيف الزبادي الشخصية و مشروع أفراده و أصدقائه لإستعادة ذكريات الماضي عن طريق رحلة أخيرة إلى نهر أم القيوين. سيف الزبادي مطرب إماراتي شهير عمل غواص في أيام شبابه بالرغم من فقدانه القدرة على الحركة ولكنه بعد حياته المديدة ما زال يتذكر قصص شبابه.

نجوم الغانم لامست العديد من المواضيع خلال فيلمها الوثائقي مثل الشيخوخة، الوحدة ، الصداقة، والعلاقات بين الأجيال المختلفة في عائلة واحدة. بين المواضيع المخصصة التي وجدتها في "صوت البحر" موضوع العلاقة بين سكان أم القيوين و البحر الذي يحيط مدينتهم. أنا شخصيا رأيتها علاقة زائلة غادية و عن طريق وجهات نظر كبراء المدينة نتعلم عن التباين بين قصصهم و حياتنا في الحاضر و ندرك أن قليل من السكان في أم القيوين يشاركون في الأنشطة التقليدية. 

بالإضافة إلى ذلك تعلمت عن الجهود التي بدأت للحفاظ على التقاليد الغنائية الإماراتية القديمة في أم القيوين، و عن طريق الفيلم اكتشفت الجهود المبذولة للأجيال الجديدة والأجيال القديمة. أعجبت بجهود مدرسة لتعليم وتدريب التقاليد الغنائية التي ظهرت في الفيلم و أنا شخصيا استمتعت باستكشاف العملية التي قام بها مجموعة من الشباب من تلك المدرسة لللإستعداد للمهرجان التراثي في أم القيوين. 

أخيراً استمتعت كثيراً بالاستماع للأغاني و قصص الكبراء، و بينها قصص الحب و قصص أوقات مراهقتهم وخاصة قصص سيف الزبادي و إنجازاته كمطرب و غواص. أعجبت أيضًا بقصص الكبراء ووجدت الحضور وتأثير الثقافة الهندية على حياة سكان أم القيوين. و روى أكثر من مرة شخصية كيف استمع بالأغاني الهندية و كيف حاولت أن يحافظ كلماتها أو رأيت كيف كان الناس يشاهدون و يستمتعون بالأفلام الهندية. بالنسبة لي تضمين التراث الهندي في الفيلم كان غير متوقع لأن في بعض الأوقات قد يكون ذلك التراث جزءأً مجهوًلا في تاريخ الإمارات.



صوت البحر: تقاليد غنائية في المجتمعات البحرية في الإمارات 

رمي قبعة التخرج عاليًا في الفضاء و ما يلحق ذلك من دموع الفرح و هتافات الأحبة مشهد تتتَّوق إليه نفس كل طالب و طالبة، ولكن ماذا بعد؟ قليل منا تخيل المرحلة التالية، و رغم الخطط التي رسمناها و الجامعات التي اخترناها إلا أننا لم نتصور واقع خوض هذه التجربة قط، كانت مجرد حبر على ورق، نماذج عبأناها و مقالات كتبناها و أخيرًا تلقينا رسالة القبول. قد تكون مشاعر الحماس والتفاؤل ببداية جديدة تبادرت إلى أذهاننا، أما الجانب الأكثر ظلامًا كنا نجهله أو تجاهلناه لا شعوريًا، و لا أقصد هنا الغربة ولا المهام المنزلية – التي اضطررنا لإتقانها – ولا الضغوطات الدراسية، بل أقصد التحديات النفسية الأكثر تعقيدًا و التي تعجز أقلامنا عن وصفها في كثير من الأحيان، التحديات التي لا يدرك فريق من الآباء والأمهات سبيلاً للخوض فيها، و التي يتحاشاها فريق من المنهمكين في دنياهم أو المشترين راحة بالهم، و التي يجهل وجودها الفريق الأكبر، التحديات التي يتجاهلها الكثير من صانعي الأفلام الباحثين عن سيناريوهات سطحية مربحة، التحديات التي يبقى الحديث عنها حكرًا على الذهن و عبئًا ثقيلاً عليه.
 
السراب
يُستقبل الطلبة المستجدين في جامعتنا بحفاوة تفوق توقعاتهم و يتلقون دعمًا يحسدهم عليه كل من يتراءى إلى مسمعه تفاصيل تجربتهم. و رغم ضرورة وجوده إلا أن هذا الدعم يخلق سرابًا يولّد لدى الطلبة ثقة باستمرار الوضع على ما هو عليه، و سرعان ما تتحول هذه الثقة – دون ذنب من أي الطرفين – إلى خيبة أمل و خذلان بمحيطهم. تذكرني هذه التجربة بالبرامج التي نحملها على أجهزتنا المحمولة التي تمنحنا مدة تجريبية مجانية لأسبوع أو أكثر، و ريثما نجيد استخدام البرنامج و نجعل جل اعتمادنا عليه، يخذلنا برسالة نصها: "للاستمرار باستخدام البرنامج يرجى اختيار خطة الدفع التي تناسبك"، هي سياسة تسويقية اعتدنا عليها و نتوقعها كل مرة، أما تجربتنا هذه فكيف نتكيف معها؟ فهي لا تمنحنا خيار استمرار الوضع على ما هو عليه، إنها ضريبة الرشد كما يقول البعض، و قد تكون صعوبتها من صالحنا فإن الغد يخبئ لنا تجارب لن تكون أكثر يسرًا، و لكن كيف نتعايش مع التجربة؟ و أين نلقي بكمٍ لا يستهان به من المشاعر و الخواطر؟
 
البقايا
يبدأ الطلاب هذه المرحلة محملين بذكريات و تجارب سابقة تشكلان نهجهم في التفاعل مع عالمهم الجديد، و يستسلم بعض منهم لظل ماضيه الذي يطارده و يعرض عن اكتشاف ما قد يحمله المستقبل من واقع أكثر إشراقًا، مكتف بالبقاء في دوامة ذكريات و أوقات مضت، و كيف السبيل للتخلص منها و الابتعاد عن هذا الصراع الداخلي الذي يبدو و كأن لا نهاية له؟ و حتى إن نجح أحدنا في ذلك، تجربة فشل تافهة كفيلة بأن تهدم ما استطعنا شحذه من تفاؤل و اندفاع و أن تعود بنا إلى مربع البداية. ينصحنا الكثيرون بأن نخطو خارج منطقة الراحة (أو الأمان)، نرى هذه الجملة تتكرر كثيرًا على الألسن في شتى المواضع، و لكن هل من وصفة لديكم أتبعها؟ وصفة تراعي تجاربي السابقة "الفريدة"، وصفة تراعي نمط شخصيتي "الفريد" أيضًا؟ وصفة تخلو من نصائح عامة أصبح لا معنى لها مللنا سماعها، هل من أحد يدلنا على تلكم الوصفة؟
 
كلمة أخيرة
أدرك أن نظرتي سوداوية بعض الشيء، و قد أكون تجاهلت الجانب المشرق من الحكاية، و لكنني تجاهلته متعمدًا لأنني شعرت بأنه كل ما نرى و نسمع، ما عاد للواقع و الصراحة صوت، أردت تسليط الضوء على المواضيع التي لا تُذكر والحكايات التي لا تُروى والخواطر التي غالبًا ما تظل حبيسة نفوسنا، رأيت في هذه المقالة متنفسًا للتعبير عن تحديات يمر بها كثير منا و يتحدث عنها القليل إن وجدوا، إنها ليست مذكراتي و حسب بل مذكرات دفعة بأسرها بل جيل بحاله، إنها تحديات متشابهة و واقع مشترك.


 مذكرات طالب: النقلة


"روح اللغة تسري في دمي. أحب هذه اللغة وموسيقاها وكل شيء جميل فيها".  

لربما يتسائل بعضكم عن هوية هذه الموسوعة، أو عن سبب اطلاقنا هذا اللقب عليها. ستكشف لكم تفاصيل هذه المقابلة السبب!

الأستاذة خلود كتانة هي أستاذة اللغة العربية وتعمل في الجامعة منذ أن بدأت جامعة نيويورك أبوظبي في ٢٠١٠. بدأت في تدريس اللغة العربية في سنة ١٩٩٣ بعد أن تخصصت في اللغة الإنجليزية وأساليب التدريس. ولكن بسبب شغفها وميولها للغة العربية، ولأن العديد من الزوار والسكان في الأردن مهتمين في دراسة اللغة، كانت لها فرصة لتدريسهم الأساسيات. أحبت هذا المجال كثيراً، خصوصاً عندما شاركت الناس من مختلف البلدان والثقافات ما تحبه اللغة العربية التي تقول عنها: "روح اللغة تسري في دمي. أحب هذه اللغة وموسيقاها وكل شيء جميل فيها".  

بعد أن تعمقت في اللغة ودرستها لفترة، أدركت أنها يجب أن تحصل على شهادة معتمدة لتمكنها من الإبداع في مستويات مختلفة، ولذلك درست الدبلوم في أساليب التدريس وحصلت على منحة فولبرايت لتدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسست فيها  برنامج لتدريس اللغة العربية والثقافة العربية في إنديانا. ولم تتوقف عند ذلك، فدرست الماجستير في ٢٠٠٨-٢٠١٠ في فيرمونت. عملت في أمريكا لمدة ست سنوات، وقامت بتدريس وعمل ورشات تدريبية في مصر والمغرب وتركيا وغيرهم. إلى أن قررت  الاستقرار في الإمارات لتدريس اللغة العربية منذ عشرة سنوات من اليوم. الفت أيضاً مجموعة كتب لتدريس العامية الاردنية وقصة بالتعاون مع استاذ ناصر إسليم للأطفال والطلاب اسمها "سلام يا سلام". 

ولكن، لماذا تدريس اللهجات والأردنية بشكل خاص؟ تذكرنا أستاذة خلود بأن اللغة العربية جميلة ومتكاملة ووجود اللهجات يغنيها ويثريها. ولكن، يسعى معلمو اللغة العربية لغرس لغة يحسها الطالب بتفاصيلها وثقافاتها، أو مثلما تصف الأستاذة "أن لا يكون الطالب منفصل عن التعبير والمشاعر". تذكرنا اللهجات، بمشاعرها وثقافتها، بجمال الكلمات العامية التي لها نكهة خاصة وعفوية تساعد الطالب في أن يكون مثل متحدث اللغة تماماً، وهذا ما تفعله اللهجات الذي تتيح للطالب اختيار أي لهجة يفضلها. تذكر لنا الأستاذة أجمل التعابير مثل  " يسلمو ايديك،  البيت بيتك،  نورت، صحة ، ونعيما" التي تقال كردود لمواضيع مختلفة. ورغم أنها بسيطة، إلا أنها " تشعر صاحب اللغة انه لا يتعلم اللغة فقط ليقرا الكتب بل ليتفاعل". 

بدر في ذهني آنذاك سؤال عن ردة فعل الطالب عندما يتعلم الفرق بين العامية والفصحى، وأيهم يفضل أكثر. فجاوبتني الأستاذة بجواب مفصل يحدد أقسام المدارس الثلاث والحاجة من دراسة اللغة. فمثلا،الكلاسيكية تستخدم للكتب المقدسة، وال MSA أو الفصحى لتعلم الأساسيات، والعامية لمن يعيش أو يعمل في دولة عربية معينة. تشرح الأستاذة خلود أن الفصحى العامية مع بعض هي المفضلة "لأنها متكاملة من قواعد وبناء جمل، تثريها اللهجة التي تعلقهم باللغة أكثر، وتجعلهم يشعرون بالفرق". والفرق بين الفصحى والعامية لا ينطبق على العربية فقط، بل أغلب لغات العالم مثل  الفرنسية والألمانية والاسبانية. وأخيراً، تنصح الطلاب باختيار ما يريدونه من اللغة على الطالب تحديد ما سواء عمل أو دراسات عليا أو مخيمات لاجئين، مشيرة أن الأساتذة يغيرون من صفوفهم لتتناسب حاجة الطلاب.

أما عن كلمتها المفضلة، في العامية  تحب كلمة معليش والتي هي ذاتها "ما عليه شيء" في الفصحى، وفي الفصحى، هي شغوفه بالجذور وأصولها وفروعها، فمثلاً كلمة جميل، جمل، جملة كلها تنطلق على الصفة المتكاملة والحسنة. تحب أيضاً كلمات التشجيع مثل ممتاز، رائع، و بطل التي يحبونها طلابها أيضاً، تسرد لي أن "العربية مثل لعبة تينس الطاولة، عندما يحييك أحد يجب أن تحييه بأحسن منها"، فمثلاً الصباحات، يتنافس البعض على الرد مثل "صباح الخير،  صباح الورد، صباح السكر، وغيرهم". 

وبالاستماع إلى كلماتها المفضلة، راودني فضول جميل عن أقرب الأغاني لقلبها. تصف الأغاني بدءاً بان لها روحاً جميلةً ومعاني عميقة، ويختلف ذوقها حسب الزمان والمكان. تسمع للقديم مثل أم كلثوم وفيروز وللحديث مثل راشد الماجد وعمرو دياب وغيرهم. تذكر لي أيضاً أنها تحب مشاركة طلابها حمود الخضر وأغانيه المحملة برسائل جميلة مثل أغنية كن أنت، ولا تمانع أيضاً أن يشاركوها طلابها ما يحبون الاستماع إليه.

تختم الأستاذة خلود حديثها بنصيحة توجهها لجميع الطلاب، تنصح فيها: "يجب على الطالب أن يكون مدفوعا أن يكون بالشغف الذي  يدعوه للاستمرار،  أن لا يمل ولا يكل،  وأن لا يكون له مصدر واحد للتعلم رغم اختلاف الأساتذة كل فصل لأن ذلك يمكنك من تعلم أسلوب جديد وثقافة جديدة. أنصح الطالب أن يستخدم كل أساليب التعلم التي تروق له، يمكنه أن يشاهد الافلام، يستمع للموسيقى، يعيش مع أصدقاء عرب، أن يعيش اللغة، يعيش روحها وتفاصيلها وثقافتها ويتفهم وأن لا يحكم على التعابير والطقوس الثقافية المختلفة، لا أن يتعلم اللغة فقط". 

الشكر موصول لموسوعة اللغة العربية الأستاذة خلود كتانة وجميع الأساتذة في قسم اللغة العربية على جعل رحلة التعليم ممتعة ومشوقة للطلاب!





تعرفوا على  موسوعة اللغة العربية: الأستاذة خلود كتانة 


١- أخبرنا أكثر عن نفسك.

أنا أستاذ زائر في جامعة نيويورك أبوظبي منذ 2018 و رئيس برنامج دراسات المفترقات العربية (Arab Crossroads Studies). ولدت في ولاية ميشيغان بأمريكا و درست في كاليفورنيا (جامعة ستانفورد) و في 1989 انتقلت إلى نيويورك حيث حصلت على الدكتوراه في علم الإنسان/الأنثروبولوجيا (جامعة مدينة نيويورك). عملت أستاذاً في جامعة تكساس ثم في كلية هانتر في نيويورك من 2001 إلى أن أتيت إلى أبوظبي. كما أنني موسيقي و عازف الساكسوفون و العود.

٢- لماذا آلة العود؟

بدأت قصتي مع العود كصدفة. كنت أدرس اللغة العربية في القاهرة. كانت الدروس طويلة و مكثفة، وبصراحة، كانت مملة في كثير من الأحيان! سألت المديرة ما إذا كانت تعرف شخصًا يمكنه أن يعلمني الناي. فردت بعد بضعة أيام بأنها لا تستطيع، لكنها تعرف شخصًا يمكنه أن يعلمني عزف العود. لذلك بدأت على الرغم من أنني لم أعزف أية آلة وترية من قبل. كانت تلك بداية حياة جديدة بالنسبة لي، لأن منذ تلك اللحظة تغيرت حياتي الأكاديمية كلها وركزت على الموسيقى العربية.

٣- برأيك ماذا يميز عازف العود الموهوب؟

آه، هذا سؤال مهم جداً! يعتقد الكثير من عازفي العود الحديثين أن أهم عنصر في العزف على العود هو أسلوب العزف. ونتيجة لذلك، يحاولون أن يبهروا الجمهور بأصابع سريعة وريشة سريعة، حيث يبدو العود كالغيتار أكثر من العود! من وجهة نظري، أهم عنصر في تكوين عازف العود الناجح - أو عازف اية آلة في الموسيقى العربية - هو التمكن من تقنية القلب والروح أو "مزج القلب مع الروح" (Heart and Soul technique). العود آلة لطيفة. إنها روحانية و يحتاج الفنانون إلى الانغماس في أعماق محيط الموسيقى العربية، ونظام المقامات الشرقية، والاستماع لها بشكل مستمر. ثم يجب أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع الجمهور. إذا طُبقت "تقنية القلب" فإن ما تبقَّى هو التفاصيل. لكن الأصابع السريعة الفاخرة التي "ليس لها قلب" طريق إلى الفشل في تقديري.

٤- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنظر حولي في آلاتي المتعددة - العود و التشيلو و القانون و الرباب و الساكسفون - وأرى مجموعات الكتب الخاصة بي، و منصات الرسم إلخ... فلدي الكثير من المشاريع التي سوف تشغلني للسنوات القادمة -- البعض منها أكاديمي (على سبيل المثال كتاب عن الموسيقيين السوريين في تركيا وأوروبا)، والبعض شخصي (مثلاً التمكن من عزف باخ على التشيلو). كما يقولون الحياة طويلة إن شاء الله!


البروفسور جوناثان شانون وآلة العود

التقيت به لأول مرة منذ شهر، كانت صدفة أو هكذا يصفونها، لكن هذه القصة ليست قصة حب، مع أنني متأكدة أن أغلب قرائي كانوا يودون لو أنها كذلك، لكن سأخبرك يا قارئي و سأخبرك يا قارئتي العزيزة، هذه قصة أفضل بكثير.

منذ أول مرة تكلمنا عند لقائنا الأول كنت أود أن أساله ألف سؤال. أعجبتني آراؤه و لفتني نضجه، حدثني عن الاقتصاد لأحدثك عن الاحتباس الحراري، حدثني عن أصدقائك لأحدثك عن أهم النصائح التي أعطيت.
أعجبت بطريقة حديثه، أحسست بأن لديه الكثير ليشاركني به، أردت أن أعرف رأيه بكل المواضيع لأن رأيه يهمني. لطالما تمنيت أن ألتقي بشخص أود التعلم منه عن أي و كل شيء. 

لم لا نصبح أصدقاء؟ بل و أحسن؛ ما الذي يمنعني أن أختبر معنى جديد للصداقة؟
سمعت الكثير عن قصص الصداقة؛ كيف بدأت وعلى أي أسس. "نحن من نفس المدينة و التقينا هنا عند وصولنا و أحسسنا بالأمان معا"،"كنا نجلس معا في الصف و نحل الواجبات معا ثم تطورت من هناك."

دعوني الآن أريكم مفهوما جميلا للعلاقات الإنسانية.

اجلس معي حتى تخبرني قصتك، لا أقصد أن تخبرني عن رحلتك إلى فرنسا، بل أخبرني عن قصتك أنت، ما الذي دفعك لتأتي للدراسة هنا آلاف الكيلومترات من منزلك؟ لماذا قررت أن تغير مجالك عن الهندسة؟ لم تحب القراءة و ما الذي يزعجك في المجتمع؟ كيف أثر بك الذين تنمروا عليك في المدرسة؟

لم لا نسأل بعضنا عن أحزاننا؟ لماذا لا نأخذ الوقت حتى نفهم ما الذي كوّن هذا الشخص الذي يجلس أمامنا؟ لماذا نحاسب الناس على خطأ واحد أو كلمة نطقنا بها في لحظة غضب منذ سنين؟ لم نكوّن آراءنا عن الآخرين من تصرف واحد؟
دعني يا قارئي العزيز أدعوك الآن لكي ترسل رسالة من هاتفك لشخص لطالما أعجبت به أو لطالما أردت أن تسأله سؤالا لتدعوه على كأس من الشاي أو كوب من القهوة و ستفتح على نفسك بابًا لن تريد أن تغلقه. أعدك يا قارئي العزيز أنك لن تتعلم إلا ما يرضيك و يفيدك و يغيرك.

إن الإنسان ليس مجرد كائن مستضعف ضحية لأوضاعه. بل هو قصة لها تقاطعات و دورات و مفاجآت. الإنسان كائن حاد الذكاء معقد لكن قوي. لكل فكرة و تصرف سبب، اعمل لتجده في كل شخص.
شكرًا لك يا صديقي العزيز لأن لقاءك في ذلك اليوم غيرني، أدعو الله أن يفتح لك هذه الفرص التي اكتسبتها.
  


شكرًا لصديقي

تحدثت مع صديقتي الإماراتية "آمال" التي تسكن في أبو ظبي. بصراحة هي من أقرب صديقاتي و أحترمها كثيراً لأنها طموحة وقوية. هي متخصصة في العلوم السياسية و تتمنى أن تعمل في الحكومة الإماراتية في المستقبل إن شاء الله. بالإضافة إلى ذلك، صديقتي طالبة ممتازة وصحفية في مجلة "مجتمع العلاقات الدولية" في الجامعة.

القراءة و السباحة من أفضل هواياتها و هي تستمتع بقضاء الوقت مع أسرتها. والدتها تعمل في بنك ووالدها موظف في الحكومة. هي ترى أن التسامح قيمة عالمية. "آمال" تناقشت مع أُمها عن شجرة الغاف و في رأيها الشجرة هي أهم رمز للبلد. أبو آمال قال إن الشجرة تعني التعايش. ففي طفولته جد "آمال" اعتبر الغاف مهمة جداً و أخبر أولاده أن الموت لن يزور رجلاً، حتى في وقت حدوث مجاعة، إذا وجدت شجرة الغاف.

بالنسبة لي شجرة الغاف هي رمز للتسامح لأنها تتكون من فروع كثيرة. بالنسبة لي الفروع هي رمز القيم وفهم الاختلافات. الغاف أيضًا مصدر الحياة لأن الجِمال تأكل منها أحياناً و الغاف تعيش طويلاً. عام التسامح والشجرة ترمزان إلى أن الإمارات هي رأس المال العالمي للتسامح و لقيم الحوار والتعايش والانفتاح على الثقافات المختلفة.


حوار مع صديقة إماراتية

شجرة الغاف هي شجرة الإمارات الوطنية وكذلك رمز عام التسامح. تحدثت إلى دانة الحوسني، موظفة في مكتب الحياة الطلابية، عن آرائها حول شجرة الغاف. تقول دانة "ليس لدي معلومات كثيرة ولكن شجرة الغاف شجرة مهمة في الإمارات لأنها تمثل سمة التسامح". بالنسبة لها هذه الشجرة هي "فكرة عن الشيخ زايد - رحمه الله - وعن التدريس وعن دولة الإمارات". أخبرتني أن الشجرة موطنها الصحراء ويمكن أن تظل هذه الشجرة خضراء حتى بعد أسابيع دون ماء. عندما سألت دانة عما إذا كانت تعرف أي قصص عن شجرة الغاف، قالت: "أجدادي قالوا إنهم درسوا تحت شجرة الغاف وكان ذلك في مدرستهم". بعد ذلك سألت دانة عن آرائها حول سمة التسامح التي يتم الاحتفال بها في الإمارات العربية المتحدة الآن. قالت "عام التسامح هي فكرة جيدة حيث نناقش التسامح بشكل مطول ولكن كلمة "تسامح" باللغة الإنجليزية ليست كلمة مفضلة لي ولا أحس أن الكلمة تتكلم عن التسامح بشكل مفصل". أنا لا أحب كلمة التسامح في اللغة الإنجليزية أيضًا لأن المعنى يبدو محدودًا. التسامح في اللغة الإنجليزية لا يعني القبول. "لكن في اللغة العربية فكرة التسامح شاملة". 
